كان الزواج قديما له طقوس معينة تجعل منه امرا مقدسا يفرح لقدومه جميع الاهل والاقارب بمن فيهم المعرس والعروس، ذلك لما كان يحمله من معان واصول تربط اسرتين برباط مادي واجتماعي وثيق، حيث لم يكن لاحد من الزوجين مسؤولية الاختيار، بل كان الاهل هم من يتولى هذه المهمة الصعبة.
واذا استصعب على الاهل ايجاد الشريك عن طريقهم او طريق المقربين، تبدأ هنا مهمة
الخطابة، وهي امرأة مشهورة في
'الفريج' يمكنها دخول كل المنازل، وتلقى الترحيب الكامل من اهل البيت، حيث تقوم بوصف الشريك بجميع محاسنه والاستغناء عن ذكر المساوئ، لذلك يكون اغلب وصفها مبالغا فيه بهدف الوصول الى الاقناع.
واذا حظي ذلك الاختيار بالرضا والقبول تقوم الاخت او الام بزيارة الاسرة لرؤية العروس وتحديد موعد للقاء الاسرتين للتحدث في تفاصيل امور الزواج، وما نلاحظه في ذلك الوقت عدم اشتراط اي مطلب من ناحية المهر وغيره، بل كانت الامور ميسرة للغاية، حيث كان اهل العروس يقبلون ما يقدمه اهل المعرس، وهذا ما يفسر ترابط الاسر القوي في ذلك الوقت.
خلال فترة الخطبة، لا يجوز قطعيا للفتاة مغادرة البيت، حيث يقوم والد المعرس باعطاء زوجته مبلغا من المال لشراء هدية الزواج التي يسمونها '
دزة'.
لهذه الخطوة ايضا طقوس معينة، ولم تعد بعض الاسر الآن تهتم بها، ففي الماضي كانت تتم الدعوة من قبل اهل المعرس للاجتماع في منزل العريس، وبعد ان يكتمل الجمع ويلتئم شمل اهل المعرس تبدأ انطلاقتهم سيرا على الاقدام خصوصا النساء اللاتي يحملن دزة العروس على رؤوسهن وسط زغاريد (
اليباب) وفرحة عارمة، يرددن فيها الاغاني ويحملن الفوانيس، ويكون ذلك اما يوم الاثنين وإما الخميس، في هذه الاثناء يكون اهل العروس لاسيما النساء في انتظارهن، وعند التقاء الجميع يتبادلون التحيات، ثم تعاد الزغاريد من والدة العروس تعبيرا عن الفرحة وتحية لاهل المعرس، والدزة عبارة عن اربعة اثواب ثمينة:
لفتان من الاقمشة، مناشف، اغطية للسرير وبطانيات.ليلة
'الملجة' وهي يوم عقد القران، فقد كان يفضل ان تتم في يوم الاثنين او يوم الخميس في بيت اهل العروس، وتكون الاسرتان متواجدتين، للقيام بتجهيز غرفة العروسين، حيث كان من المتعارف عليه ان يمكث اهل المعرس اسبوعا كاملا في بيت اهل العروس، وتقوم اسرة الزوجة باكرامهم قبل ان تنتقل الزوجة الى بيتها. اما العروس فتكون بانتظار زوجها وهي بكامل زينتها منعطر وبخور و'
حنة'، وقد ارتدت احلى الثياب واغلى انواع المجوهرات، وفي ليلة الزفاف يسير المعرس من بيته الى بيت زوجته، واحيانا يقام حفل خاص للعروس يسمى '
الجلوة' في بيت اهلها، حيث تجلس العروس على كرسي مرتدية ثوبا اخضر، وينشر فوق رأسها غطاء اخضر من الحرير تمسك به بعض النساء من اهلها وبعض الفتيات التي لم يسبق لهن الزواج، كاعتقاد انهن سيلحقن بها، ويقمن برفعه وخفضه على انغام احدى الاغنيات المعروفة لهذه المناسبة، ثم تحمل العروس في كرسيها الى حجرتها حيث ينتظرها العريس.
ويقوم اهل المعرس بتوصيله بزفة خاصة بواسطة فرقة حاملين معهم الفوانيس (
الفنر) وعند وصوله الى بيت العروس تستقبله المغنيات، ثم يخرج الرجال ويظل المعرس في الغرفة بانتظار احضار زوجته التي تحضر اليه مغطاة تماما بالعباءة، ثم يقوم الزوج بازالة العباءة وفرشها ويضعها امامه ويصلي ركعتين حمدا وشكرا لاكتمال دينه، فرحا واستبشارا بهذه المناسبة السعيدة وعقد القران.
يوم الصباحية هو صباح يوم الاحتفال بالزواج، وبعد ان يستيقظ العروسان تقوم الحوافة التي تعتني بالمعارس بحمل '
ريوق' المعاريس، ويتكون من البيض والخبز والحليب والدرابيل والقرص العقيلي وبيض القطا، ويقدم المعرس هدية لزوجته وهي ما يطلقون عليه '
الصباحية'، وهي عبارة عن قطعة من الذهب او تكون مبلغا من المال.
يمكث المعرس مدة اسبوع كامل في منزل اهل زوجته حتى تنتقل الى منزله، وفي اليوم الثالث من الزواج تأتي ام الزوج لزيارة اهل العروس، ثم التحوال حيث ينتقل الزوج وزوجته الى مقره الثابت في بيته وقد جهزت له غرفة في منزل والده وفرشت بالسجاد او بالحصير، واعد له السرير من خشب (
السيسم) الذي جلب غالبا من الهند، وكذلك الصندوق 'المبيت' الى جانب السلة التي تكون فوق الصندوق دائما 'التواليت' بعد التحوال ثلاثة ايام تقوم ام العروس بزيارة ابنتها في منزلها الجديد.